مرحبا
لا يتخيل أنها سترتدي له في البيت قميصاً فضفاضاً لا يبين من خلاله تقاسيم جسمها الجميل ، يريد أن يستمتع بـ(حلاله) فطالما بات متحسراً وهو يتأمل بنات ((ابو لبن)) على شاشات التلفاز فيتنهد : ليش بناتنا ما يلبسون مثلهم ؟!
يفصح في كل مرة يحدثها أثناء الخطبة عن هوسه بالأناقة ، وانه متعطش لا مرأة ترتدي الجينز، والبرمودا ، والتنانير القصيرة ، البلايز الضيقة بلا أكمام تكشف عن أسفل البطن .. يريد أمرأة يعلم بقدومها إليه من رائحة عطرها،ويضطر لان يزيح خصلات شعرها في كل مرة تتحدث إلية حتى يملأ نفسه بملامح الطفلة ، امرأة لا تعرف الصراخ ، ولا التكشيرة ولا تحترف النكد… أمرأة مكتظة بالأنوثة التي أحوج ما يكون إليها.
يشدد على أهله ((أهم شئ أن تكون الفتاة أنيقة)) ويعلنها صريحة إذا ما أراد الزواج بأخرى (زوجتي طيبة ومتربية ومطيعة لكن بنت الناس ماتعرف تلبس )ويبوح لأصدقائة (اريد امرأة إذا مانظرت إليها قلت في نفسي، معقول إن هذه زوجتي حلالي ، يارب لك الحمد!!).
يطالب الرجل بكل ماهو جميل لا تتأذى منه العين وتأنس إليه النفس، لكنه ينكر على فتاته المطالب نفسها : لا يصدق أنها تنجذب كذلك إلى الأنيق ولا شئ في الوجود يدوخ رأسها مثل رائحة عطر رجل..
من أجل أناقتها داخل البيت تقضي على مهرها وتزيد عليه.وتستهلك قنينات العطور بكثافة أول الأيام ن وتعتني بنفسها حد التكلف والحرج ، لتفاجأ به يخرج عليها مثل المتجولين في أحراش إفريقيا..يرتدي (فوطة) أو (وزرة) وإذا ماكان في أحسن أحواله ارتدى سروالاً (سنة) محتفظاً بنصفه الأعلى عرياناً يتدلى منه كرشه، ويرد على إندهاشها من فداحة المنظر بعفوية الواثق من نفسه : (معليش ياعمري انا واحد أحب آخذ راحتي في بيتي).!! لكنك تسيئ بهيئتك إلى راحتها!!
تشعر بالقرف إذا مااقترب منها ، تأسف على خيالاتها الكبيرة قبل الزواج ففي أسوأ توقعاتها لم ترد هيئته التي تبعث على الاشمئزاز ن وتحفز للزهد في الحياة ضمن الصورة . تنحسر تدريجياً مشاهد الرومانسية التي كانت تتخيلها ، وتضحك بأسى إذا ما وازنت بين الصورتين !! تنظر إليه بعين المظلوم الذي لم تنصفه الظروف ، فمطالبه لها لم تكن لتمهد للنهاية الفاجعة التي آل إليها الأمر.
نشر في مجلة اليمامة يوم السبت الموافق:20/2/1425هـ
بقلم الكاتبة المبدعة في نظري…أميرة علي الزهراني
--------------------------------------------------------------------------------