كـــأس من الــبــلور

لفتَ نظري كأس من البلور, كأس جميل بجمال مايوضع فيه وكأنه
قالب للروح التي تسبح في فضاءات عديدة , فبينما الوجود يرسم الجمال
البديع والعميق في كل هيئة وذرة منه , وبأشكال وصورعميقة
كعمق النفس الإنسانية.!

...........................

إنَّ حقيقة جمال النفس المتوسدة بجناحيها على أريكة القلب,هي تلك
نفسها المناظروالأشياء الطبيعية التي نراها في الكون , فعندما تضع الحقيقة
وسط كأس من البلور حتماُ ستجدها هي الحقيقة نفسها , لمْ تتغير ولمْ تتبدل.
وكذلك الزَّهر المبهج للنَّفس كالفل والكادي , عندما تتخيله وسط كأس من
البلور يبدو الزهر وكأنه حقيقة للنفس المصفاة بعبق اياسمين وشذا الخزامى.
فالقلب قالب الروح وهو بحسب ما ينفذ فيه.

.......................

بالنظر المتمعن للكون مسلوبا من الألوان هي ذاتها النفس مسلوبة
الجمال المتمثل في حياة القلب بالمبادئ السامية , التي منبعها الدين
والعقيدة ." ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا , وبالاسلام دينا
وبمحمد رسولا".هذه هي الأنوار الساطعة منذ مولد النور, ومنه يزهر
الضياء على القلب وبعدها تسمو الروح , حينما توضع هذه المعاني
داخل القلب ولك أن تتخيل قلبك .. كهذا الكأس البلوري..!
..........................

فالنفوس تتلون بقدر ما يلقى في القلب من حقائق جميلة وإذا حدث العكس
أصيب بالنكسة , كي تغرق النَّفس في لجج وغياهب ..وعندها يحدث الانفصام
النكد بين الروح والجمال..ويتولد أولئك الأشخاص الذين قلوبهم كالكوز مجخيا"..
وعندها نقول : بأن عَوار القلب أشد بلية من ألم الرأس مثلاً ..!
"إلا من أتى الله بقلب سليم" أما وجع الرأس فحبة مهدئة تجبر الألم مع
أخذ الرقية الشرعية , بينما القلوب التي تهيم في كل واد من شبهة
وشهوة وغربلة للنفس في أودية ومتاهات لاتنتهي , هنا من ينقذ صدأ القلب
إذا توالت عليه النائبات, واحتوشته أسود الغدرات وتعكر في مياه نكدة .
إذن : هو بحاجة إلى تخلية وتحلية..!

..........................

ولكَ أن تتأملْ معي ..!! في الزبد الذي مصيره الجُفاء وأما ما ينفع الناس
فيمكث في الأرض . فاجعل قلبك قالباً من البلور وضع فيه معاني الجمال لتراها
على بهاء الجسد ملقاة , كعقود الدر تسر الناظرين..!!هذه رحلة مع قلب
يعيش الجمال, كوردة زاهية , أوقطرة ندى على ورقة في ..
" كأس من البلور"..!!

منقول..

استنى ردودكم ..